سورة النمل - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النمل)


        


{إنَّ ربك يقضي بينهم} بين المختلفين في الدِّين {بحكمه} يوم القيامة {وهو العزيز} القويُّ فلا يردُّ له أمرٌ {العليم} بأحوالهم.


{إنك لا تسمع الموتى} الكفَّار {ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين} يعني: الكفَّار الذين هم بمنزلة الصُّمِّ لا يسمعون النِّداء إذا أعرضوا.
{وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم} يريد: إنَّه أعماهم حتى لا يهتدوا، فكيف يهدي النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن ضلالتهم قوماً عمياً. {إن تُسمع} ما تُسمع سماع إفهام {إلاَّ مَنْ يؤمن بآياتنا} بأدلَّتنا {فهم مسلمون} في علم الله سبحانه.
{وإذا وقع القول عليهم} وجب العذاب والسُّخط عليهم، وذلك حين لا يقبل الله سبحانه من كافرٍ وإيمانه، ولم يبق إلاَّ مَنْ يموت كافراً في علم الله سبحانه {أخرجنا لهم دابة من الأرض} وخروجها من أوَّل أشراط القيامة {تكلمهم} تُحدِّثهم بما يسوءهم {أنَّ الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون} تخبر الدَّابَّة مَنْ رآها أنَّ أهل مكَّة كانوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن لا يوقنون، ومَنْ كسر {إنَّ النَّاس} كان المعنى: تقول لهم: إنَّ الناس.
{ويوم نحشر} نجمع {من كلِّ أمة فوجاً} جماعةً {ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون} يحبس أوَّلهم على آخرهم ليجتمعوا.
{حتى إذا جاؤوا قال} الله تعالى لهم: {أكذَّبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علماً} ولم تعرفوها حقَّ معرفتها، وهذا توبيخٌ لهم {أم ماذا كنتم تعملون} حين لم تتفكَّروا فيها.
{ووقع القول} وجبت الحُجَّة {عليهم بما ظلموا} بإشراكهم {فهم لا ينطقون} بحجَّةٍ وعذرٍ، ثمَّ ذكر الدَّليل على قدرته وإلهيتَّه سبحانه وتعالى، فقال: {ألم يروا أنا جعلنا اليل ليسكنوا فيه والنهار مبصراً إنَّ في ذلك لآيات لقوم يؤمنون}.


{إلاَّ مَنْ شاء الله} يعني: الشّهداء {وكلٌّ أتوه} يأتون الله سبحانه {داخرين} صاغرين.
{وترى الجبال تحسبها جامدة} واقفةً مُستقرَّةً {وهي تمرُّ مرَّ السحاب} وذلك أنَّ كلَّ شيءٍ عظيمٌ، وكلَّ جمع كثيرٌ يقصر عنه الطَّرف لكثرته فهو في حسبان النَّاظر واقفٌ وهو يسير {صنع الله} أَيْ: صنع الله ذلك صنعه {الذي أتقن} أحكم {كلَّ شيء}.
{من جاء بالحسنة} وهي كلمة لا إله إلاَّ الله {فله خيرٌ منها} فمنها يصل إليه الخير {ومَنْ جاء بالسيئة} الشِّرك {فَكُبَّت} أُلقيت وطُرحت {وجوههم في النار} وقيل لهم: {هل تجزون إلاَّ ما كنتم} بما كنتم {تعملون}.
قل يا محمَّد: {إنما أمرت أن أعبد ربَّ هذه البلدة} يعني: مكَّة {الذي حرَّمها} جعلها حرماً آمناً {وله كلُّ شيء} مِلكاً وخلقاً. وقوله: {ومن ضلَّ فقل إنما أنا من المنذرين} أَيْ: ليس عليَّ إلاَّ البلاغ.
{وقل الحمد لله سيريكم آياته} أيُّها المشركون. يعني: يوم بدر {فتعرفونها وما ربك بغافل بما تعملون}.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6